عندما صمت المجتمع عن أفعال النظام السعودي طيلة 37 سنة منذ ان خرج الألآف الذين طالبوا بحقوقهم المشروعة التي سرقها النظام ، أي بعد الانتفاضة الأولى بالمنطقة الشرقية محرم 1400 هـ – 1979م ، وبعد ان عاود شباب الحراك الشعبي باثارة موضوع السياسة البغيضة التي يمارسها النظام مع الشيعة في البلاد ، ظهرت العديد من الاصوات التي تحاول ان تصطف مع النظام السعودي في اسكات الاصوات المطالبة بالحقوق ، وتبرر للنظام افعاله في القمع والاجرام .
وعلى مدى عشرات العقود من الزمن التي جثم فيه النظام على صدور الاحرار من شيعة اهل البيت عليهم السلام ، وهو لا يقيم وزناً لشريحة كبيرة من مواطني شبه الجزيرة العربية ، وهو الذي يسرق كل يوم ثروات البلاد ، ويسخرها لحروبه ونزواته العدوانية ضد البلدان الاخرى .
لقد سبب النظام السعودي العديد من المآسي لشعب الجزيرة العربية وغيره من الشعوب كما هو الحال في اعتدائه السافر على شعوب البحرين واليمن والعراق وسوريا ، ولم يسلم من اعتدائه حتى ابناء وطننا ، فزج بالمئات من المواطنين الأبرياء في سجونه ، واعدم الكثير منهم ، وتعدى الامر الى إعدام أحد ابرز علماء الشيعة سماحة الشيخ الشهيد نمر النمر رضوان الله عليه ، ولم تسلم من اعتدائاته حتى النساء ، فهكذا نظام قد تعشش في عقلية القائمين على ادارته فكرة الاستبداد والاجرام ، واللهو بمشاهد القتل والذبح .
لقد اثبت النظام السعودي على مدى سنين حكمه للجزيرة العربية ، بانه نظام ترتكز اركان حكمه على البطش والتنكيل بالابرياء ، ويصم آذانه عن أي محاولة للتعايش السلمي ، أو المصالحة مع الشعب الأبي ، ففقد مصداقيته ، واصبحت عبارات ماكنته الاعلامية ، شريط ممل مكرر ، لا يقنع به حتى اصدقائه ، لا بل اصبح اضحوكة أمام العالم عندما يصرح ساسته بانهم يقفون جنباً الى جنب مع الذين يريدون ارساء السلم العالمي.
وهذه الأيام يحاول البعض ، عن قصد أو غير قصد تبرير أفعال النظام ، والنيل من الحراك المطلبي الشعبي ورموزه ، متناسين بان هذا النظام هو أسوء نظام عرفه التأريخ الحديث باعتراف العالم أجمع ، ومن المخجل ان يدافع عن هكذا نظام من اكتوى بنار هذا النظام الفاسد.
لقد اصطف البعض من انصاف المثقفين مع هذا النظام ، مستهدفين شباب الحراك الشعبي الذين رسموا هوية رائعة لما يكون فيه الأحرار من شيعة أهل البيت عليهم السلام في مواجهة الطغاة .
لقد اختار العديد ممن يفزع من التصدي للنظام وافعاله ، المسلك الثاني من حركة التاريخ التي تواكب وتوالي الطغاة والمستبدين من حكام الجور ، كما لا زال الكثير منهم يحلمون بعودة الهدوء الى المنطقة المشوب بالتنكيل والاستفزاز والتمييز القبيح ، كما ويريد الكثير منهم اكل فتات موائد امراء السوء على ان يقولوا كلمة حق في محضر سلطان جائر .
لقد رسم شباب الحراك الشعبي في المنطقة الشرقية رغم ظروفهم القاسية وبطش النظام السعودي ، صورة ناصعة وبيضاء لوطن يعيش فيه الشعب بامان وسلام ، بعيدا عن ترهات وجرائم الحكام الذين جلبوا الدمار والخراب لهذا البلد المعطاء ، ونهبوا ثرواته ، واعتدوا على اعراض الاحرار منه ، قتلوا وشردوا وعاثوا فساداً في الارض ، فما هو الموقف تجاه هذه الطغمة الحاكمة الفاسدة ؟
على المخلصين من أبناء هذا البلد ان لا يطفأوا شعلة الحراك الشعبي لانها اصبحت هويتهم المميزة والتي يفخرون بها ويسترون بها عورة دعوات الذل والخنوع التي تصدر من المتخاذلين .
على الجميع ان لا ينجر الى دعوات الحوار المتخاذل مع النظام ، واي حوار هذا مع مغتصب مجرم سفك دماء وعطل احكام الأسلام الأصيل ، واصر وبكل صلافة على قتل واعدام الابرياء بدم بارد .
على اصحاب الدعوات ان يصمتوا ويتركوا القرار لغيرهم ممن يستطيعون ان يعيدوا كتابة المشهد السياسي بصورة صحيحة .
كما ان شباب الحراك الشعبي هم ارفع من ان ينالوا أو يحاكموا شخصيات هزيلة اكل عليها الدهر وشرب ، فافعال النظام وفبركاته اصبحت مكشوفة ، ولا تأتي اكلها ولو بعد حين .
ودعوة منا الى محبي الظهور في الاعلام ان يكفوا عن التصريح ضد الحراك الشعبي ، وان لا يشوشوا اذهان السذج بترهاتهم .
نحن أبناء الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية نطالب المجتمع الدولي وجميع احرار العالم بادانة هذا النظام المستبد ، ونطالب بمحاكمة وزير داخليته المتلطخة يده بدماء الابرياء من شيعة الجزيرة العربية .
وليعلم النظام السعودي الجاثم على صدر بلادنا ، انه نظام فاقد للشرعية ، ولا حل سوى رحيله عن وطننا.
على النظام السعودي ان يطلق سراح المعتقلين الابرياء الرازحين خلف القضبان ، وبالخصوص الاختين (اسراء الغمغام ونعيمة المطرود).
#لجان_الحراك_الشعبي
عضو تيار الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية
9 ربيع الثاني 1438 8 يناير/كانون الثاني 2017